خسر كل البطولات في كل اللعبات

"الضياع.. اسمه الزمالك"
.. هذا هو أبلغ تعبير يمكن أن توصف به الأوضاع داخل الزمالك حاليا دون مبالغة أو تضخيم للأحداث.. أو تهويل للمواقف داخله.. ويكفي أن الفريق الأول للكرة بالنادي خسر كل بطولات هذا الموسم.. فمنذ شهور طويلة خسر درع الدوري.. ومن بداية المسابقة تقريباً.. ثم خسر بطولتين في شهر واحد هما البطولة العربية أمام الفيصلي الأردني.. والبطولة الأفريقية من دور الـ "32" أمام الهلال السوداني بفضيحة مدوية بالهزيمة باستاد القاهرة وبين جمهوره.
الضياع.. لم يقف عند ضياع كل بطولات هذا الموسم فقط.. ولكن الضياع الأكبر كان في فشل المسئولين في المجلس برئاسة ممدوح عباس في تجديد عقد هنري ميشيل بصورة تحفظ كرامة وكبرياء النادي بعد موافقتهم ورضوخهم لشروطه دون وجود شرط جزائي يحفظ حقوق النادي. إذا ما قرر الخواجة الفرنسي الرحيل في أي وقت.
وبدلاً من أن يقول له مسئولو الزمالك مع السلامة بعد أن ثبت فشله وأضاع كل البطولات من النادي هذا الموسم بفضل خططه العقيمة وعدم تناسبها مع امكانات الفريق.
أو سبب تشكيلاته السيئة لقائمة الفريق في المباريات وتجاهله للأوراق الرابحة من اللاعبين مثل جمال حمزة.. وعبدالحليم علي رغم تألقهما في المباريات والإصرار علي الدفع بهما في أوقات متأخرة وصعبة إلي جانب اصراره علي اللعب بلاعبين غير "مجدين" للفريقن مثل تامر عبدالوهاب الذي تسبب في إضاعة الفريق أفريقيا وعربيا!!
ومع ذلك أصروا علي التجديد له بشروطه.. وبدون وجود شروط جزائي وهو ما يعني صراحة أن الخواجة الفرنسي.. ينظر للزمالك علي أنه ترانزيت فقط.. وهي كارثة وضع فيها مسئولو الزمالك برئاسة عباس ناديهم في موقف حرج للغاية.. إذا ما وقعت الفاس في الراس.. وحدث ما نخشاه.. ورحل ميشيل في منتصف الموسم تاركاً الفريق في "حيص بيص"!! ويبقي السؤال ماذا سيقول لو حدث ذلك؟! أكيد الانهيار ينتظهر الفريق الفترة القادمة!! لأن ميشيل.. "ماشي ماشي"!!
الضياع الاكبر.. في البيت الأبيض.. كان في خسارة كل فرقه الرياضية في مختلف الألعاب البطولات.. حيث خسر النادي درع الطائرة والكأس ايضا أمام الأهلي مكرراً خيبة الكرة.. وخسر النادي بطولة أفريقيا لليد المقامة حالياً في تونس بعد ان كان النادي هو فارسها الأول حيث خسر كل بطولات قطاع الناشئين في كرة القدم وانهزم من طوب الأرض اضافة إلي خسارة كل فرق السيدات للبطولات سلة ويد وطائرة!! وهي كارثة للفرق والنادي تؤكد حالة الضياع الكبري التي يعيشها البيت الأبيض.
المجلس المسئول عن الضياع
ويبقي السؤال من وراء هذا الضياع؟!
هل اللاعبون أم الإدارة أم الأجهزة الفنية؟!
وللإجابة عن هذا التساؤل نذكر ان المجلس وإدارة النادي بما فيهم النشاط الرياضي يتحملون مسئولية الضياع.. والدليل هو التدخل السافر في عمل الأجهزة الفنية والاطاحة بهم لتصفية حسابات شخصية.. والمصالح خاصة.. والمجاملات للبعض الآخر.. من باب تسديد الفواتير.. وتعيين الأقارب والأصدقاء والمقربين لأعضاء المجلس.
بدليل قيام المجلس بالاطاحة بجهاز الطائرة بالنادي بعد أن تربصوا بأحمد جمال رئيس الجهاز وأقالوه دون مبرر.. بالاضافة إلي الاطاحة بمدرب السيدات وعينو أحمد مصطفي مدرباً لفريق الرجال.. اضافة إلي رئاسة الجهاز.. فكانت النتيجة ضياع بطولات الرجال والسيدات.
أيضا أطاحوا بجهاز السلة بالنادي وتحديداً فتحي شحاتة المدير الفني للرجال رغم انه حقق بطولة كأس مصر الموسم الماضي رغم الظروف الصعبة التي عمل فيها.. وعينوا طارق سليم بدلاً منه فحدثت الهزائم رغم الامكانات المتوافرة للفريق وعودة سمير جودة المحترف العملاق للفريق.
كما تمت الاطاحة بمدير النشاط الرياضي د. محمد الحماحمي الناجح.. وتعيين سامي محمد علي بدلاً منه.. رغم جهله للنواحي الإدارية.. لتخصصه في النواحي الفنية!!
فكانت النتيجة ضياع كل البطولات من النادي في الألعاب بسبب الاختيار الخاطيء للأجهزة الفنية.
الرعاية والحماية
الدليل الرابع علي ضياع الزمالك بسبب إدارته لم يقتصر فقط علي ضياع كرة القدم وخسارة البطولات.. أو ضياع كل الألعاب المختلفة وخسارتها للمسابقات بربطة المعلم أو الضياع في ابرام عقد محترم مع ميشيل يحفظ كرامة النادي ويحفظ حقوقه وصورته كناد كبير وعريق له اسمه وتاريخه المشرف.
ولكن الضياع الأكبر.. كان في فشل إدارة النادي ومجلس إدارته برئاسة ممدوح عباس في ايجاد "راع" رسمي للنادي بعد هروب كل الرعاة وانصرافهم عن رعاية النادي شأنه شأن الأندية الكبري بما فيهم الأهلي!! وذلك بسبب حالة فقدان الوعي والغيبوبة التي يعيش فيها المجلس.. وقلة خبرتهم الإدارية مما جعل الرعاة ينصرفون عن الدخول في مزايدات من أجل رعاية النادي!!
كانت الضربة القاسمة للمجلس وعباس.. وأفقدتهم الوعي تماماً.. بعد أن تعقد "مناقصة" عامة ومزاد أيضا وشكلوا لجنة للاتفاق علي الممولين والرعاة الرسميين للنادي.. ولكن المناقصات والمزايدات فشلت فشلاً ذريعاً بعد أن اقتصرت المناقصة علي شركة الاعلانات التي يرأسها حسن حمدي رئيس النادي الأهلي ومحمود الخطيب نائبه في النادي والشركة ايضاً!! اضافة إلي عرض آخر قدم من شركة طارق نور.. وهرب باقي الرعاة!!
المثير.. أن العروض لم تتجاوز "3" ملايين جنيه فقط كحق رعاية للزمالك لمدة "3" سنوات أي بواقع "مليون" جنيه في العام الواحد.. وهي بالقطع كارثة إذا ما عرفنا ان الراعي الرسمي للأهلي دفع "6" ملايين جنيه في العام الواحد أي "18" مليون جنيه في "3" سنوات مقابل "3" ملايين جنيه فقط للزمالك!!
حتي مشروع.. البث الرقمي.. الذي لجأ اليه مسئولو الزمالك لتدعيم خزينة النادي.. وتنمية موارده المالية.. لم يتجاوز مليون جنيه فقط في "3" سنوات وطبعاً لم يدخل المزاد سوي الشركة التي دخلت كراع رسمي للنادي ويشرف عليها مسئولو الأهلي الخطيب وحسن حمدي!!
وبالقطع.. رفضت اللجنة المشكلة لدراسة العروض المقدمة لرعاية النادي والبث الرقمي حفاظا علي هيبة النادي وصورته أمام الجميع!!
وبدلاً.. من أن يبادر عباس رئيس الزمالك بحل الموقف عن طريق معارفه واتصالاته مع كبار الممولين والاستثماريين ورجال الأعمال الكبار لانقاذ الزمالك من حالة الضياع المادي والانهيار في السمعة والتاريخ.. وبدلاً من أن يتقدم بالتبرع بعدة ملايين حتي لا يضطر النادي إلي البيع أو ارساء حق الرعاية للنادي لاحدي الشركات التي تريد "مص" دماء موارد النادي.. مستغلين هروب باقي الرعاة علي الاقل ينفذ ما وعد به حسن صقر بالتبرع بـ "30" مليون جنيه لتسيير أمور النادي مالياً.. قبل أن يتراجع عن وعوده.
قرر عباس وفي جراءة يحسد عليها وأمام جميع الصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي كان يعقده للإعلان عن تجديد عقد هنري ميشيل.. انه سيذهب إلي الخطيب وحمدي بل وحدد موعد الجلسة في نفس يوم تجديد عقد ميشيل للاجتماع مع قيادات الأهلي لبحث طريقة معهم حتي يرفضوا عليه..
ويوافقوا علي زيادة المقابل المادي بحق رعاية الزمالك في محاولة استجداء واستنجاد منهم لانقاذ الزمالك!!..وهو ما أثار غضب الأعضاء وثورتهم رافضين أن يتحكم الخطيب وحسن حمدي في تحديد مصير النادي من منطلق انهما يترأسان قمة إدارة النادي المنافس لهم.
ضياع النجوم
الطامة الكبري أو الضياع الخامس لمسئولي الزمالك.. يتمثل في حالة اللامبالاة التي يتعاملون بها مع قضايا النجوم مثل عمرو زكي وجمال حمزة وشيكابالا!! والتي تهدد بضياع اللاعبين ورحيلهم في أقرب فرصة وبالتالي ضياع ثروات النادي..
فمثلاً عمرو زكي خطط للهروب ويستند علي أن موعد سداد القسط الثاني لناديه الروسي وتبلغ "500" ألف يورو أي "3.5" مليون جنيه سيحين موعدها بعد شهرين من الآن!! وطبعاً النادي مافهوش فلوس حتي يقوم بسداد القسط!! وسيطلب من النادي الروسي تقسيطه أو جدولة المبلغ علي عدة أقساط كما حدث في القسط الأول في عهد المجلس السابق برئاسة رءوف جاسر حيث تم جدولة المبلغ علي "3" أقساط!!
المثير.. ان "عمرو" وحسب معلوماتنا طالب المسئولين في ناديه الروسي بأن يتمسكوا بالحصول علي المبلغ كاملاً رافضين أية محاولات للجدولة!! حتي يعجز مسئولو الزمالك عن الدفع وبالتالي يكون من حق النادي الروسي استعادة اللاعب أو المساومة ببيعه لأي ناد آخر!! وهو ما يراهن عليه "زكي" مؤكداً انه راحل راحل من الزمالك وتحديداً في نادي مانشستر سيتي الانجليزي!!
أما اللاعب جمال حمزة.. فقد اتفق مع سمير السعيد وكيل اللاعبين ووكيل هنري ميشيل في نفس الوقت بالبحث له عن عقد مغر في فرنسا أو أوروبا.. وهو ما وعده به الوكيل وطالبه بالتمسك بالرحيل.. ولذلك يختلق حمزة كل المبررات لقطع كل الاحبال مع ناديه خاصة ان إدارة النادي في حالة ضياع.. ولا تريد التدخل لاقناع ميشيل بمشاركته بصفة اساسية في المباريات.. وهو ما جعل اللاعب يطالب بالرحيل ويهدد بالاعتزال.
وبالنسبة لشيكابالا.. فالنادي في حالة ضياع ولاسيما انهم لم يحركوا ساكنا في مطالبة باوك بتعويض قدره "4" ملايين يورو.. وهو ما يعني أن اللاعب سيرحل من الزمالك في القريب العاجل. إذا ما لم يصح المسئولون في إدارة النادي من غفوتهم.. ويدخلوا بجدية في محاولات مضنية ومكثفة مع مسئولي النادي اليوناني "باوك" من أجل تخفيض المبلغ أو الوصول معهم إلي حلول دوية لسحب شكواهم من الفيفا!!
والاتفاق علي مبلغ يرضي جميع الأطراف بعيداً عن مسألة العناد والمكابرة!!
المثير.. ان "باوك" يأخذ الموضوع بجدية ويكثف من اتصالاته مع المسئولين في الفيفا لاثبات حقهم في قيمة التعويض "4" ملايين يورو!! في الوقت الذي ينام فيه مسئولو النادي في العسل.. ولن يصحوا إلا علي خبر يفجعهم بالدفع أو رحيل اللاعب لباوك وبيعه بالسعر الذي يطالبون به!!