عبده مشرف المنتديات الترفيهية
عدد الرسائل : 470 تاريخ التسجيل : 23/03/2007
| |
عبده مشرف المنتديات الترفيهية
عدد الرسائل : 470 تاريخ التسجيل : 23/03/2007
| موضوع: رد: قصة حياة النجم محمد أبو تريكة 28/12/2007, 6:53 pm | |
| بيتنا لا يختلف في شيء عن أي بيت ريفي في القري المصرية، فهو يتكون من طابقين ليستوعب كل أفراد الأسرة، أشقائي وزوجاتهم وأبنائهم، ويفتخر والدي ـ وأنا معه ـ بأنه بني هذا البيت بيديه طوبة طوبة لكن أهم شيء في بيت العائلة ليس شكل الحجرات والحوائط والأبواب والشبابيك، وإنما ذلك السحر الغامض الذي يجعله دائماً جنتي الصغيرة علي الأرض، عندما أدخله أشعر بالطمأنينة والأمان التام إذا كنت حزيناً ودخلته يزول همي، أشم فيه دائماً رائحة المحبة ومن هدوئه أستمد سكينة الروح وقد اعتدت أنا وأشقائي علي تخصيص يوم الجمعة للتجمع والالتقاء في بيت العائلة كل أسبوع بوجود جميع الزوجات والأبناء، إضافة إلي أيام المناسبات والأعياد والدي والدي محمد محمد أبوتريكة يعمل جنايني وعمره حالياً 67 عاماً وربنا يعطيه الصحة وطول العمر ـ لم يفكر أبداً في الجلوس بالمنزل ليستريح في شيخوخته والدي لديه مبدأ دائماً ما يردده أمامي منذ صغري وهو أنه يحب أن يأكل من عرقه ومن عمل يديه، إذ كان يقول العبارة المأثورة الإيد البطالة نجسة وبالرغم من أنه يعاني بعض المشكلات الصحية، فإن حماسه للعمل لم ينقطع أبداً، ويعتبر العمل جزءاً من حياته لا يمكن الابتعاد عنه أو التفريط فيه وقد حاولت أنا وأشقائي أكثر من مرة أن نقنعه بالراحة في المنزل بعد بلوغه سن المعاش لكنه رفض طلبنا بشكل قاطع لذلك يزداد افتخارنا به يوماً بعد يوم، ونعتز بعمله وبإرادته وعزيمته وهو حالياً مسئول عن فيللا كبيرة لأحد الأثرياء السعوديين بالزمالك وأظن أن هذا الثري السعودي لا يعرف شيئاً عني فهو لا يأتي إلي مصر إلا لفترات قصيرة وعلي سنوات متباعدة لكن مدير أعماله المسئول عن الفيللا يعرفني جيداً وقد اعتدت علي عدم التدخل في قرارات والدي وحياته، فأنا أراه في صورة البطل الذي جاهد وكافح في حياته ليربيني ويعلمني أنا وأشقائي أفضل تربية، ووصل بنا لمراحل تعليمية جيدة، وأعتبره مثلاً أعلي وقدوة لي وهو يؤازرني بشدة ويدعمني في حياتي، بل يوجه لي النقد أحياناً فبعد مباراتنا أمام أنيمبا في نيجيريا كنت أزوره في البيت، وعلق علي إحدي الفرص التي أتيحت لي خلال المباراة عندما سددت الكرة فارتدت من العارضة وقال لي إنني عندما أتخذ قرار التسديد يجب أن أختار التوقيت الملائم والمساحة المناسبة لأضمن دخول الكرة للمرمي وأضاف إن الحال كان سيختلف يومها لو لم نكن متقدمين بهدف أو كان الفريق صاحب الأرض فائزاً، لأن أحداً لم يكن ليرحمني علي هذه الفرصة الضائعة أكبر إخوتي هو شقيقي أحمد حصل علي بكالوريوس تجارة ومن بعده شقيقي حسين خريج كلية دارعلوم ويعمل مدرس لغة عربية، ثم الأستاذ أسامة مدرس الرياضيات الحاصل علي بكالوريوس تجارة وشقيقتي ناهد ونعمات متزوجتان، ثم أنا وشقيقي الأصغر محمود الذي حصل علي معهد الروضة، بينما حصلت علي ليسانس آداب قسم تاريخ. والحقيقة أنني كنت الفتي المدلل لوالدي حتي أنجب شقيقي الأصغر محمود ولم أبتعد عن منزلنا في ناهيا سوي بعد زواجي، حيث انتقلت بعدها للإقامة في شقتي بشارع فيصل. ورغم أن والدي خرج علي المعاش، إلا أنه مازال يصر علي العمل وكل أفراد أسرتنا فخورة بروحه العالية وإصراره علي العمل لآخر لحظة طالما هو قادر علي العطاء. وأتذكر أن والدي اصطحبني في إحدي المرات معه لإحدي الحدائق التي كان يعمل فيها وذهبنا يومها بالدراجة وشاهدت كل زملائه في العمل مع أبنائهم الذين كانوا يحرصون علي اصطحابهم معهم في الأعياد وأي مناسبات لكن والدي لم يصطحب أحداً من أشقائي والمرة الوحيدة التي حرص فيها علي اصطحاب أحد كانت في المرة التي ذهبت فيها معه. آخر زيارة لوالدي في عمله كانت قبل لقاء فيلا الأوغندي في دور الـ 32 لبطولة دوري الأبطال ويومها حكي لي عم شعيب زميله في العمل عن أولاده الأهلاوية الذين يغيظونه بي لأنه زملكاوي وطلب مني يومها أن أخف شوية علي الزمالك في مباريات القمة، ثم طلب مني تي شيرت يحمل توقيعي وعندما سألته عن السبب علي اعتبار أنه زملكاوي متعصب أبلغني أنه سيهديه لأفضل أولاده دراسياً والدتي هي نموذج خالص للأم المصرية، الطيبة المفرطة التي تصل إلي حد المثالية، الحنان العظيم والإخلاص والتفاني هي ربة منزل بسيطة، لا يشغلها في حياتها سوي تربية أبنائها والعمل علي راحتهم، ليست لها أي علاقة بالكرة سوي الدعاء لي وللفريق الذي ألعب له سواء عندما كنت في الترسانة أو بعد انتقالي للأهلي وتخاف بشدة من مشاهدة المباراة لأنها لا تحتمل رؤية المشهد إذا سقطت علي الأرض أو أصبت أو دخل علي أحد الخصوم بقوة في أي كرة مشتركة هي أم بمعني الكلمة تعدل بين أبنائها ولا تفضل أو تجامل واحداً منا علي حساب الآخر ولديها فيضان من الحب والحنان ربما لا يوجد في أي أم أخري، أنا مدين لها بالكثير الذي أخذته منها، ولا أعتقد أنني أستطيع وفاء هذا الدين طيلة عمري، فما أعطته لي لا يوزن بالذهب ولا يقدر بثمن سندويتشات عم مكي منذ الصغر ارتبطت بمطعم الفول والطعمية الموجود في سور نادي الزمالك، حيث كان هو مصدر الساندويتشات التي أشتريها يومياً قبل دخولي نادي الترسانة وطبعاً لأن المصروف كان يكفي بالكاد لركوب المواصلات وشراء ساندويتش أو اثنين فلم تكن السندويتشات تخرج عن نطاق الفول أو الطعمية لكنني لن أنسي طعمها اللذيذ الذي مازلت أشعر به داخل فمي وكنت قد كونت صداقة مع عم مكي. صاحب المطعم الموجود في سور نادي الزمالك وحتي الآن أحرص علي شراء بعض الساندويتشات منه وغالباً ما يتكرر ذلك في الأيام التي أستيقظ فيها مبكراً، حيث أحرص علي الإفطار في المطعم قبل الذهاب للنادي لأداء التدريب الصباحي، لكن طبعاً الوضع اختلف في أنني أصبحت قادراً علي اختيار الساندويتشات بينما كان الأمر صعباً من قبل لأن أي تأليف أو عنطزة سيدمر المصروف مصنع الطوب الكثير من الزملاء يخجلون من الحديث عن ماضيهم الفقير، لكنني لا أري مشكلة في ذلك، لأنني أفتخر بفقري وأفتخر بالنعم التي أعطاني الله(والله كبرت فى نظرى جامد يا فنان) إياها لن أزعم أنني كنت نجماً من صغري لذلك لا أجد أي حرج في الاعتراف بأنني كنت أعمل في بداية مراهقتي بمصنع للطوب لم يكن العمل في مصنع الطوب أمراً إجبارياً علي أي واحد من أشقائي الذين سبقوني للعمل فيه، عندما التحقت به كان عمري بين الثانية عشرة والثالثة عشرة علي ما أذكر كان زملائي ينتظرون بفروغ الصبر فترة الإجازة الصيفية ليذهبوا إلي المصايف ويستمتعوا بإجازاتهم، بينما كنت أنا أذهب للعمل مع عمي عيد في مصنع الطوب لم يكن الأجر شهرياً ولا أسبوعياً، بل كنت أعمل باليومية، ولم يكن أجري وقتها يزيد علي جنيهين، ثم زاد بعد ذلك تدريجياً حسب طبيعة وحجم العمل الذي كنت أؤديه في المرحلة الأولي من عملي كانت مهمتي هي كنس أرض المصنع من الحصي المتبقي في الأرض وتنظيفها من الرمل والملونة الأسمنتية كانت هذه المرحلة هي أقل المراحل إجهاداً في مصنع الطوب لأنها كانت سهلة وتناسب سني الصغيرة أعطتني والدتي ملابس قديمة لكي أرتديها في العمل، وفي نهاية اليوم كنت أستبدل ملابسي وأترك طاقم العمل في المصنع، ولا أعود به إلا مرة واحدة في نهاية الأسبوع لكي يتم غسله وتنظيفه وفي بعض الأحيان كنت أضطر إلي إحضار وجبة للغداء في فترة الراحة بالمصنع، لأنني كنت أستيقظ لصلاة الفجر وأتناول إفطاري ثم أتوجه إلي العمل، وأعود بعد صلاة المغرب، أصلي المغرب وأتناول عشائي، وغالباً أتوجه للنوم مبكراً بسبب إحساسي بالتعب والإرهاق الشديدين في السنة الثانية لعملي بالمصنع، انتقلت إلي مرحلة جديدة، تتلخص في تقليب المونة والأسمنت بعد أن يتم تحضيرها والحقيقة أن عملية التقليب كانت صعبة ومجهدة للغاية، إذ يجب أن يكون التقليب مستمراً طيلة اليوم حتي لا تجف المونة وأعتقد أن هذا العمل ساعد بشدة في تقوية عضلاتي وإعدادي بدنياً، فهو أقسي من كل تدريبات الكرة التي أمارسها الآن وفي السنة الثالثة لعملي، انتقلت لمرحلة متقدمة، فقد أصبحت مسئولاً عن البراويطة. وهي عبارة عن مكان يدخل فيه خليط المونة من الرمل والأسمنت، ليتم تفريغه في قوالب الطوب بشكلها النهائي ثم تدرجت حتي وصلت للمرحلة الأخيرة الخاصة بتحضير المونة وعمل الخلطة المكونة من البودرة والرمل والأسمنت وبالرغم من أن كل أشقائي عملوا في المصنع، فإن هناك اثنين لم يعملا فيه، هما شقيقي الأكبر أحمد ـ رحمه الله ـ والأصغر محمود، الذي رفض والدي أن يلتحق بهذا العمل لأنه مرهق للغاية ولابد أن أعيد التأكيد علي أن فترات الصيف التي اشتغلت فيها بالمصنع كانت بالفعل تمثل إعداداً بدنياً هائلاً لي، وربما يكون المصنع بمثابة جيمانزيوم. بدائي، ساعدني في بناء جسمي الذي أعتقد أنه جيد لأي لاعب أو رياضي بشكل عام عودة للأحزان مثلما ذكرت في بداية هذه الحلقة، فإن بعض الأحداث أكتبها، وبعدها أتذكر تفاصيل جديدة فيها، وينطبق هذا علي وفاة شقيقي أحمد التي تحدثت عنها في الحلقة الماضية، لذلك أستأذنكم أن أتحدث فيها مجدداً لما كان يمثله لي أخي كانت الوفاة طبيعية تماماً عام 89، وكان يعمل محاسباً، وأثناء عودته للمنزل تعرض لهبوط مفاجئ في الدورة الدموية ولقي وجه ربه الكريم. كنت في الصف السادس الابتدائي، وكنت مرتبطاً بأحمد بشكل غير عادي، ليس لأنه كان يدللني، ولكن لأنني كنت أري فيه المثل الأعلي، فهو رجل لم يختلف أحد في القرية علي أخلاقياته، ويبدو أن الله زرع حبه في قلوب الناس، سواء بسبب موهبته الفذة في كرة القدم، أو لشخصه ورجولته وأخلاقياته قبل وفاته، كان رحمه الله قد انتهي من تقديم أوراقه للالتحاق بالتجنيد، وبالرغم من أن كل أفراد الأسرة كانوا خائفين عليه ويتمنون أن يحصل علي التأجيل والإعفاء، فإن والدي كان راضياً ويكرر علي مسامعنا عبارة محدش بياخد أكتر من نصيبه.، وقبل أن يتحدد له السلاح الذي سيلتحق به توفي وبعد أن كبرت بعض الشيء، قالت لي أمي إن والدي أظهر حالة نادرة وجميلة من الإيمان والصبر، حيث أذّن. لصلاة الفجر في المسجد، وحسب الكلام الذي سمعته، فإن صوته في الآذان كان يقطع القلب. وبكي الكثير من أهل القرية تأثراً به فقد كان مليئاً بالشجن والحزن لرحيل نجله الأكبر | |
|
عبده مشرف المنتديات الترفيهية
عدد الرسائل : 470 تاريخ التسجيل : 23/03/2007
| موضوع: رد: قصة حياة النجم محمد أبو تريكة 28/12/2007, 6:54 pm | |
| تهديد بالقتل والدي ربنا يعطيه الصحة كان يساعدني بقوة في لعب الكرة ويرفض تماماً الكلام معي في الدراسة سواء ذاكرت أو لم أذاكر لأنه كان مقتنعاً أني عاقل ويمكن الاعتماد علي، وأستطيع تحمل المسئولية لكن الشيء الغريب هو أنه لم يكن يهتم بالحضور لمتابعتي وأنا ألعب الكرة سواء في مركز شباب ناهيا أو في نادي الترسانة، إلا أنني فوجئت بوجوده في مدرجات نادي الترسانة ويحضر لمتابعتي بشكل يومي في الفترة الأخيرة لي قبل انضمامي للأهلي وعندما سألته عن سبب اهتمامه بي فوجئت به يوضح لي أنه يحضر بعدما علم بتهديدات القتل التي تلقيتها من بعض مشجعي الترسانة لكنني أوضحت له أنه كلام غير صحيح بالمرة لأن كل جماهير النادي تحبني وربما يكون هذا الكلام تردد بسبب حزنهم علي رحيلي وانضمامي للأهلي ورغم عدم اهتمام والدي بمتابعتي في التدريبات، إلا أنه كان يشجع الأهلي بشكل غير عادي، لدرجة أنه كان يحضر تدريبات الفريق في الجيل الذهبي بالسبعينيات وأتذكر أنه حكي لي أن هيديكوتي المدير الفني المجري للأهلي كان يحرص علي وضع تدريبات خاصة للكابتن محمود الخطيب، حيث يضع له كرسياً داخل منطقة الجزاء ويطلب منه القفز من فوقه ليلحق بالكرات العرضة ويسددها داخل المرمي والحقيقة أن حب والدي للأهلي غرسه بداخلي منذ الصغر، خاصة عشقي للكابتن الخطيب وكابتن طاهر أبوزيد مارادونا النيل لأنه كان يعشقهما في الوقت نفسه، فإن والدتي كانت تخاف علي من لعب الكرة، بسبب الإصابات التي كنت أتعرض لها لكن خالي فتحي شقيقها كان يطالبها بأن تشجعني بدلاً من خوفها الزائد علي، لأنه كان أهلاوياً متعصباً ومنذ انتقالي للأهلي أحمل همه عندما أشارك في أي لقاء لأنني أعلم جيداً أنه سيحزن بشدة وربما يمتنع عن الأكل لو لم يفز الأهلي بالمباراة قصة التعارف علي أم سيف وأحمد عادة لم أكن أواظب علي الحضور في الكلية، لأنني كنت مرتبطاً بمواعيد تدريبات الترسانة والمنتخب الأوليمبي حتي شاهدت زوجتي وتعرفت عليها وبدأت أشعر بأنها الفتاة التي كنت أحلم بها لما كانت تتمتع به من أخلاقيات طيبة وأدب واحترام غير عادي وبالفعل تقدمت لخطبتها وأنا في الفرقة الرابعة وأتممنا بعد ذلك الزواج وأتذكر أن شقيقي أسامة لاحظ حرصي في الفترة التي تعرفت فيها بزوجتي علي الذهاب بشكل منتظم للكلية بحجة حضور المحاضرات، فسألني عن السبب فشرحت له الأمر فساعدني وظل يساندني وطلب مني الاجتهاد لإنهاء مشوار الدراسة لكي أتمكن من التقدم لها والزواج منها ولا أنسي أنني يوم الخطوبة كنت أشعر بالخجل الشديد وكانت يداي ترتعدان من الكسوف، لدرجة أنني لم أتمكن من تلبيسها الشبكة بسهولة، بل ظلت يداي ترتعشان لفترة طويلة حتي تمكنت في النهاية من إنجاز المهمة التي كانت ثقيلة للغاية علي قلبي في وقتها كذبة التوقيع للزمالك منذ صغري أشعر بوجود حاجز بيني وبين نادي الزمالك حتي عندما كنت ألعب في صفوف الناشئين بالترسانة، لم أكن أتمني الانضمام للزمالك مثل أي لاعب من زملائي في الناشئين بالعكس كنت واضحاً وأعلن رغبتي في اللعب للأهلي دائماً حتي عندما بدأت المفاوضات معي للانضمام للزمالك كان الأمر يمثل عبئاً ثقيلاً علي ولم أكن مقتنعاً علي الإطلاق أن بإمكاني ارتداء الفانلة البيضاء رغم أن مفاوضات مسئولي الزمالك كانت أكثر جدية من مفاوضات الأهلي وأتذكر أنني حاولت التغلب علي الصراع الذي كنت أعيشه بداخلي من خلال أكذوبة بيضاء التي ادعيتها علي نفسي حيث أبلغت والدي ومن بعده باقي أفراد أسرتي بأنني وقعت للزمالك وحصلت علي مقدم التعاقد حتي أستطيع أن أهيئ لنفسي المناخ الذي يمكنني من الانضمام إليه ووقتها وجدت حالة حزن علي وجه والدي وأشقائي لأنهم كانوا يتمنون لي اللعب للأهلي بوصفهم عاشقين لهذا الصرح الكبير مع احترامي الكامل لنادي الزمالك ومسئوليه الذين كانوا محترمين للغاية في مفاوضاتهم معي ويومها والدي سألني عن أسباب تعجلي وتوقيعي للزمالك دون أن أنتظر ما ستسفر عنه مفاوضات الأهلي لكنه سرعان ما تراجع بعدما شعر من كلامي بأن الطوبة جت في المعطوبة وأصبح انضمامي للزمالك أمراً واقعا بعدها بدأوا يحاولون أن يظهروا لي أنهم تأقلموا علي الوضع لأننا تعودنا منذ الصغر علي أن تكون القرارات نابعة من داخل كل فرد فينا، إلا أنني كنت أشعر بهم، وفي الوقت نفسه أعيش حالة تردد غير عادية لدرجة وصلت أنني فكرت في التجديد للترسانة بدلاً من ارتداء الفانلة البيضاء إلا أن ربنا وفقني ومنحني فرصة تحقيق حلم حياتي بعدما زادت جدية مفاوضات الأهلي وتدخل الكابتن طاهر أبوزيد والكابتن محمود الخطيب والمهندس عدلي القيعي ومن قبلهم الحاج محمد عبدالوهاب عضو المجلس وسرعان ما توصلوا لاتفاق مع إدارة الترسانة وحصلوا علي توقيعي وأتذكر أنني عندما توجهت بعدها لأبلغ أسرتي بتوقيعي للأهلي لم يصدقونني في البداية وكانوا يعتقدون أنني أحاول تخفيف حزنهم من انضمامي للزمالك، لكن سرعان ما أبدوا سعادتهم البالغة بتوقيعي للأهلي بعد تأكدهم من إنهائي للأمور بشكل حقيقي خاصة أن المفاوضات الأهلاوية لم تكن الأولي من نوعها، بل كانت تحدث تقريباً بشكل مكرر مع نهاية كل موسم، لكن ظروف استمرار عقدي مع الترسانة كانت تحول دون إتمام المفاوضات لأتأكد بعدها أن كل تأخيرة وفيها خيرة مباريات القمة في الوقت الذي وفقني فيه المولي عز وجل، وتمكنت من إحراز خمسة أهداف خلال 3 لقاءات قمة، فإنني لم أكن محظوظاً في مباريات الزمالك عندما كنت ألعب بالترسانة ففي كل مباراة ألعبها كنت أتمني إحراز هدف لكنني لم أتمكن من تحقيق هذه الأمنية سوي بعد انضمامي للأهلي فقط وأتذكر أنني في إحدي لقاءات الناشئين أهدرت ضربة جزاء وكانت من المرات القليلة التي أهدر فيها ضربة جزاء والمباراة يومها أقيمت علي ملعب الجامعة والأمر نفسه حدث معي في مباريات الأهلي فلم أتألق في أي مباراة لعبتها أيام الترسانة سوي في مباراة وحيدة لعبناها ولم تذع وقتها وخسرناها بهدفين مقابل لا شيء أحرزهما إبراهيم سعيد من ضربة جزاء وعلاء إبراهيم ووقتها كانت الولاية الأولي لمانويل جوزيه مع الفريق أما مباريات القمة كمشاهد فكنت أخشي مشاهدتها علي الإطلاق وأضطر للسهر حتي اليوم التالي لأشعر بالإرهاق قبل المباراة ثم أخلد للنوم وأستيقظ بعد نهايتها، والغريب أن القلق زاد بعد انتقالي للأهلي بعدما شعرت بحجم المسئولية الملقاة علي عاتقي، لذلك كنت حريصاً علي عدم إجراء أي حوارات أو أحاديث صحفية قبل لقاءات القمة لكي أركز قدر المستطاع وأستطيع إخراج ذلك في المباراة أزمة مباراة ليبيا من أصعب اللحظات التي عشتها في حياتي ما تعرضت له بعد خسارة المنتخب الوطني أمام ليبيا في مباراة الذهاب من تصفيات كأس العالم 2006 التي ستقام في ألمانيا فقد كنت أشعر بأن الجماهير تعقد علي آمالاً كبيرة في هذا اللقاء بعدما تمكنت من الوصول لفورمة جيدة مع الأهلي لكن توفيق ربنا لم يحالفني ولم أظهر بالمستوي المأمول في اللقاء وما زاد من صعوبة موقفي أنني أهدرت فرصة محققة كانت كفيلة بتغيير نتيجة اللقاء سواء بالتعادل أو الفوز. بعدها تعرضت لحملة انتقادات شديدة في عدد كبير من الصحف حتي قررت الامتناع عن قراءة الصحف وبعدها بفترة قصيرة ربنا عوضني خلال مباراة القمة وتمكنت من إحراز هدفين في اللقاء الذي انتهي لصالحنا بأربعة أهداف مقابل هدفين ويومها تجمع عدد كبير من أهالي ناهيا أمام منزل والدي وأحضروا طبلة ومزماراً وظلوا يهتفون لي ويطالبونني بالخروج من المنزل لرد تحيتهم لكنني لم أكن في المنزل من الأساس، والحقيقة أنهم ظلوا يهتفون لي لفترة طويلة حتي خرج لهم والدي وأكد لهم أنني لم أحضر لمنزله بعد اللقاء وأنني توجهت لمنزلي في شارع فيصل برنامج اليوم الحمد لله تربيتي الدينية ساعدتني كثيراً علي الالتزام بنظام يومي أشبه ما يكون بنظام الاحتراف، فأنا أستيقظ في السابعة والنصف صباحاً لكي أذهب للنادي قبل المران الصباحي الذي يقام في التاسعة بوقت مبكر وبعد انتهاء المران أتوجه لتناول وجبة الغداء ثم أصلي صلاة الظهر وأعود بعدها لمنزلي في شارع فيصل لأحصل علي قسط من الراحة وأجلس مع أسرتي لبعض الوقت
| |
|
عبده مشرف المنتديات الترفيهية
عدد الرسائل : 470 تاريخ التسجيل : 23/03/2007
| |